سلمتَ يا لبنان

 

-1-

سلمتَ يا لبنانْ

يا مشتل الفرسان والشجعانْ

يا مبدأ التاريخ  والكتابَهْ

ومنبت الحكمةِ  والنَّجابَهْ

بالأمس كنت شاطئ الأحلامِ والسلام ِ  والأمانْ

واليوم أصلى المعتدون ثراك ناراً ودماراً ودخانْ

قد راهنوا - كي يخضعوك ويركعوك - على السلاحْ

على البوارج والقنابل والقواصِفْ

وتواعدوا كي يشربوا نخب النجاحْ

وراهن الأحرار فيك على الرجالْ

والاستماتة في القتالْ

وعلى التلاحم والتوحد للطوائِفْ

ظنوك صيدا للغزاة ْ

فكنت مصيدة الغزاة ْ

وكنت مقبرة المطامع ِِ  والمطامِحْ

بالرغم من كل المجازر والمذابحْ

*

لبيكمو  يا أهلنا المحاصرين في لبنانْ

برّاً وبحراً وسما

الذائدينَ عن الكرامةِ والحِمى

بالصبر والإيمان والصمود والدِّما

جراحكم زلزلت الوجدانْ

وأدمت القلوب والعيون والأقلامْ

لبّيْكمو لبَّيْكمو

فأضعف الإيمان أنْ نقتسم الجراح والآلامْ

نداؤكمْ أحيا الضمائر والهممْ

وصوتكمْ أسمع كلَّ مَنْ بهِ صَمَمْ

فيما عدا أعضاءَ هيئةِ الأمَمْ

-2-

سَلِمْتِ يا بيروتُ يا منارة الحضارَهْ

سَلِمْتِ يا لؤلؤة الموانِئ

وبهجة المرافِئ

حاضنة الأفكار والأديانْ

فوق ثراك المشتهى تعايشتْ

مذاهب اليسار واليمين والإلحاد والإيمانْ

وأسهمتْ في رفعة الإنسانْ

خاب الذين حاولوا أن يطفئوا المنارَهْ

فضوؤها قبَسٌ مِنَ الإنجيل ِ والقرآنْ

-3-

سَلِمْتَ يا جنوبُ يا بوابة الصُّمودْ

يا حارس الحدودْ

يا قاهر الحديد بالرِّجالْ

أدخلت في مصطلح الأعداء لفظة المحالْ

*

جنوب يا أرض الأباة ْ

أيقظتَ إسرائيل من حلم التوسع في أمانْ

حلم ِ التوسع في المكان ِ وقتل أوْ تهجير سُكّان المكانْ

حلم ٍ هوى..حطّمه من آمنوا بقداسة الأوطان ِ

أقدامهمْ مغروسة في أرضهمْ كالأرز أوْ كالسنديانْ

وأرضهمْ مسكنهم أوْ قبرهمْ سيّانْ  

حلم ٍ هوى بثباتهم ومشيئة الرحمان ِ

مَنْ كان يطمعُ بالوصول إلى الفراتْ   

لمْ يستطعْ أن يبلغ الليطاني

*

لم يقبل الجنوب يوماً مدناً منزوعة الأنيابْ

 في عالم ٍ تحْكمُهُُ الضِّباعُ والذئابْ

-4-

سَلِمْتِ يا طلائع المقاوَمَهْ

سَلِمْتِ يا مَلحمة الفِداءْ

سَلِمْتَ يا قائدَها

يا صادقا في الوعْدِ.. صادق الوعيدِ صادق الإباءْ

يا قائداً يأنفُ أنْ يُنمِّقَ الخطبْ

أوْ ينتقي أقوالهُ مِنْ لغة الخشبْ

بل يقرنُ الأقوال بالأفعال دونما صخبْ

ويُتبعُ الوعيد با للهَبْ

يا بطلاً لا يقبل المساوَمَهْ

على مصالح الوَطنْ

يا سيِّداً في الحِلم والغضبْ

أبْلِ بلاءك الحسَنْ

-5-

سلمتمو يا جُنْدَ حِزب الله في لبنانْ

يا سادة البديع والبيانْ

تكلموا...فكلنا نصغي لكمْ

قلوبُنا..عيوننا..عقولنا

وكلنا آذانْ

تكلموا.. يا مَنْ أجدتم لغة ً

بغيرها لا يَفهمُ العدوانْ

*

تكلموا..فحين تنطقونْ

تصمت الأبواقُ والأفواهُ والأقلامْ

وتنصتُ الأكوانْ

تكلموا..فقولكمْ أمنُ وبَرْدٌ وسلامْ

على قلوب الأصدقاء الأوفياءْ

وقولكم رعبٌ ونارٌ وسُخامْ

على قلوب المعتدين الأشقياءْ

*

ساعتكمْ  قد حرّكتنا للأمامْ

إذ ْ نكصتْ ساعاتـُنا المدحورَهْ

بفضلكمْ تململتْ مدنُنا المسحورَهْ

واستيقظ النيامْ

بنصركم عُدنا إلى الزمانْ

وأمس ِ كنا خارجَ الزمانْ                      

 الجزائر في 06-08-2006                                   عبد الله خمّار

من المجموعة الشعرية "محطات عاطفية في رحلة العمر"

نشر دار القصبة بدعم من وزارة الثقافة في 2009

 

 للاطلاع على قصائد هذه المجموعة، انقر هنا: محطات عاطفية

للاطلاع على الأشعار الأخرى للكاتب انقر هنا:  الأعمال الشعريّة